
سامح المغازي يكتب:رحلت صوفيا، لكن حقها لن يرحل

في مشهد مأساوي يفطر القلوب، لفظت الطفلة "صوفيا" أنفاسها الأخيرة بين أحضان والدها، ضحية إهمال طبي وتأخير كارثي في الاستجابة الإسعافية، في حادث يكشف عن خلل جسيم في نظام الطوارئ.
وقعت الحادثة يوم السبت 10 مايو، في تمام الساعة الثالثة عصرًا، على طريق وادي النطرون – العلمين، حيث تعرّضت عائلة لحادث سير مروع. ورغم قرب سيارات الإسعاف من الموقع، لم تصل أول سيارة إلا بعد 25 دقيقة، في تأخير قاتل كان كافيًا ليحسم مصير الصغيرة صوفيا.
تم نقل المصابين في ثلاث سيارات إسعاف: الابنة الكبرى، فاقدة الوعي، في السيارة الأولى؛ الزوجة وابنهما في الثانية؛ أما الأب، فصعد إلى السيارة الثالثة برفقة صوفيا التي كانت تصارع الموت.
كان من المقرر نقلهم جميعًا إلى مستشفى العلمين المركزي، إلا أن سائق سيارة الأب وصوفيا غيّر وجهته بشكل مفاجئ إلى مستشفى وادي النطرون، مدعيًا أن السيارتين الأخريين توجهتا إلى هناك، رغم بعد المسافة الذي تجاوز 130 كيلومترًا.
الرحلة المرتبكة استغرقت قرابة الساعة، عادوا خلالها إلى موقع الحادث لتبديل السائق، دون تقديم أي دعم طبي فعّال لصوفيا. قبل وصولهم بعشر دقائق فقط، توقفت نبضات قلبها، لتفارق الحياة في حضن والدها، الذي لم يكن بوسعه سوى أن يودعها بدموع العجز والانكسار.
اليوم، وبعد أيام من الألم والصمت، يطالب الأب المفجوع بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة، التي حرمته من طفلته، مناشدًا بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة كل من ساهم في هذا الإهمال.
من جهته، صرّح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أمر بإحالة الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق.